دعوه للتراحم
تحدث لنا وأمامنا مواقف تتكرر باستمرار ولا تستوقفنا
تتصل بخالتك وتقول لها:
(أنا مقصر معاكى إن شاء الله هاجى أزورك)
ويمر شهر وإثنان وفى المناسبات تتصل بها وتكرر نفس العبارة
وتمر سنوات ولا تزورها
ولا تدرك أنها ربما تكون منتظرة زيارتك لتؤنس وحدتها ولو لدقائق فى شيخوختها
تقابل صديق لك لم تره منذ سنين
وتأخذ رقمه وتعده بأنك ستتصل به
وتمر شهور وربما سنوات ولا تتصل به
وعندما تقابله مره أخرى تكرر نفس التصرف ولكنك أيضا لا تتصل به
ولا تدرك انه ربما يكون فى أمس الحاجه لمجرد سماع رنين هاتفه
تقابل صديق لك فتسأله عن أحواله
فيرد بالعبارة التقليدية (الحمد لله)
وعندما تنظر إلى عينيه تجد بداخله الكثير
ولكنك بدلا من أن تسأله ماذا بك
تلقى عليه تحية الوداع وتتركه وتمشى
ماذا حدث لعلاقاتنا الإنسانية؟
هل أصبحت مثل وجبات (التيك اواى؟)
هل إنشغلنا بهمومنا حتى أننا لا نجد الوقت ولاالمشاعر لكى نشارك
غيرناهمومهم؟
لكى تعود علاقاتنا لسابق عهدها لا يحتاج هذا منا سوى القليل
فقط عندما تعد خالتك بزيارتها حاول أن تفى بوعدك وتزورها
ربما تكون فى أمس الحاجة لسؤالك عنها
عندما تأخذ رقم صديقك القديم إتصل به واسأل عنه
فإن هذا سيسعده كثيرا
عندما ترى دموعا صامته أو كلاما فى العيون يريد أن يخرج
فلا تكتفى بأن يقول لك(الحمد لله)
فربما بداخله الكثير يريد أن يحكيه وسيريحه أن يقوله لك
هذه دعوه للعودة إلى سابق علاقاتنا
إلى توادنا وتراحمنا
ونحن فى عيد الاضحى المبارك
فهل سيكلفك هذا شئ؟
هل هذا مستحيل؟